بإصدار هذه الدراسة الخاصة بحياة إبراهيم، إنني أعي تماماً عدم أهلية محاولتي أن أستوعب، أو أصور حياة واحد من أعظم الشخصيات في التاريخ. ومع ذلك، هناك فكرة واحدة تتخلل الرواية بأكملها، مما يجعلها قريبة من أضعف إنسان يقوم برسم خطوطها السامية. كان إبراهيم عظيماً عن طريق إيمانه. وذلك الإيمان كان في البداية مجرد خيط فضي، شعاع ضئيل، وعصب متواضع – ليس أقوى من العصب الذي يرتعد في أكثر قُرَّاء هذه السطور ضعفاً واتضاعاً.

 

لكن حيثما يوجد الإيمان، فإنه يكون هو الصلة مع الإله ذي القدرة الكلية؛ والقناة للتواصلات الإلهية؛ والموصِّل الذي قد تعبر خلاله النيران السماوية. وعندما يتم استخدامه بحسب إرشادات الروح الإلهي وفي طاعة لوصاياه، فإنه ينمو. وقد نما في إبراهيم. كما سينمو فينا.

 

كان المبدأ العظيم الذي تم إعداد هذه الصفحات على أساسه هو أن نتتبع قانون هذا النمو، وزيادته التدريجية، لتشجيع الذين هم أبناء إبراهيم بالإيمان، والذين يتوقون برغبة شديدة إلى محاكاة رائدهم العظيم، حتى يتمكنوا من إزالة جبال الصعوبات وتحقيق المستحيلات الجلية.

 

ف. ب. ماير