“أبديه الجحيم 1” – المقال الأول من كتاب “الخطيه خاطئه جدا” Ralph Venning
ديسمبر 21, 2017الذهن هو القوة الكبرى التي تشكل وتصنع،
والإنسان ذهنٌ، ويداوم أن يأخذ أداة الفكر، ثم، يشكل ما يريد،
فتخرج ألف فرحةٍ، ألف علةٍ، إنه يفكر خلسةً، فيحدث الأمر.
ما الظروف إلَّا نظارته التي يرى بها.
Mind is the Master power that moulds and makes, And Man is Mind, and evermore he takes The tool of Thought, and, shaping what he wills, Brings forth a thousand joys, a thousand ills: He thinks in secret, and it comes to pass: Environment is but his looking-glass.
“كما يفكر الإنسان في نفسه هكذا يكون. (امثال 23: 7) As a man thinketh in his heart, so is he ” لا يشتمل هذا المبدأ (وهذه المقولة الحكيمة)Aphorism ، كلّ كيان الإنسان فقط، بل إنه يشمل أيضًّا كلّ حالة وظرف في حياته. الإنسان هو حرفيًا ما يفكر فيه، وشخصيته هي المجموع الكليّ لكل أفكاره.
كما ينبثق النبات من البذرة، ولا يمكن أن يكون له وجود بدونها، هكذا كلّ عمل للإنسان ينبثق من بذور الأفكار الخفية Hidden Seeds Of Thought، ولم يكن ليظهر بدونها. وهذا ينطبق بنفس المقدار على هذه الأعمال التي تُسمَّى “تلقائية” أو “عن غير عمد” مثلها مثل تلك التي عن عمد.
الفعل Act هو زهرة الفكر، والفرح والألم هما ثماره؛ من ثم، فالإنسان يجني الثمر الحلو والمر مما زرعه هو بنفسه.
“الفكر في الذهن صَنَعَنا، فما نحن عليه قد أَلَّفَه وكتبه الفكر.
إنّ كان لذهن المرء أفكار شريرة، يأتي الألم كما تأتي العجلة وراء الثور
إنْ داوم المرء على طهارة الفكر، يتبعه الفرح كما يتبعه ظله حتمًا.”
الإنسان هو مخلوق من صُنع القانون الإلهي، وليس هو مخلوق من صُنع الصدفة، ومبدأ السبب والنتيجة Cause and Effect هو مبدأ مطلق ولا يقبل التزعزع في النطاق الداخلي الخفيّ للفكر، كما هو في عالم الأمور المرئية والمادية. لا تنتُج الشخصية النبيلة أو التقية عن المحاباة أو الصدفة، لكنها النتيجة الطبيعية للجهد المتواصل في التفكير السليم، ونتيجة التصاق طويل ساعٍ وباحثٍ (دؤوب) بالأفكار التقية. والشخصية الوضيعة الوحشية، بنفس الطريقة، هي نتيجة الاختزان المتواصل للأفكار الدنيئة.
يُبنى الإنسان أو يُهدم بواسطة نفسه (ذاته)، فهو يقوم في ترسانة أسلحة الفكر بصنع الأسلحة التي يدمر بها نفسه، ويقوم أيضًا بتصميم الأدوات التي بيني بها لنفسه قصورًا سماوية من الفرح والقوة والسلام. عن طريق الاختيار الصحيح للفكر وتطبيقه الحقيقيّ، يسمو الإنسان “لمشابهة” الله في كماله؛ وعن طريق إساءة الفكر والتطبيق الخاطئ، يهبط إلى ما هو دون مستوى الحيوان. بين هذين النقيضين هناك كلّ درجات الشخصية، والإنسان هو صانعها وسيدها.
من بين كلّ الحقائق الجميلة المتعلقة بالنفس التي تم استردادها وإحضارها إلى النور في هذا العصر، لا يوجد ما يبعث على السرور والحظي بوعود الله واستحسانه من أنَّ الإنسان هو سيد فكره، ومنْ يشكل شخصيته، وصانع وصائغ الأحوال، والبيئة، والمصير.
بصفته كائنًا يتمتع بالقوة، والذكاء، والحب، وهو سيد أفكاره، يملك الإنسان مفتاح كلّ موقف، ويحوي بداخله هذا العامل الذي له قوة التغيير والتجديد الذي يمكنه به أن يصنع من نفسه ما يشاء.
الإنسان هو دائمًا السيد، حتى في أضعف حالاته وأكثرها إستسلاماً، لكن حتى في ضعفه وانحداره وفشله يكون هو السيد الغبي الذي لا يعرف أن يدبر “بيته” حسنًا. وعندما يبدأ أن يفكر بتأملٍ في حاله، ويبحث باجتهاد عن القانون الذي يُبنى عليه كيانُه، عندئذ يصبح السيد الحكيم، الذي يوجه طاقاته بذكاء، ويصيغ أفكاره لأمور مثمرة. هذا هو السيد الواعي The Conscious Master، ويمكن للإنسان أن يكون هكذا عندما يكتشف “بداخله” within himself قوانين الفكر، وهذا الاكتشاف هو بالكامل أمر يخضع للتطبيق، وتحليل الذات، والخبرة.
لا نحصل على الذهب والألماس إلا بالكثير من البحث والتنقيب، ويمكن للإنسان أن يجد كلّ حقيقة متعلقة بكيانه، إنْ قام بالتنقيب بعمق في منجم نفسه؛ ويمكنه أن يثبت بدون خطأ حقيقة كونه صانع شخصيته، وصائغ حياته، وباني مصيره، إنْ راقب أفكاره وتحكَّم بها وغَيَّرها، متابعًا آثارها عليه، وعلى الآخرين، وعلى حياته وظروفه، رابطًا بين السبب والنتيجة عن طريق الممارسة والاستقصاء بصبر، وينتفع من كلّ خبرة، حتى أكثرها صغراً، والأحداث اليومية، كوسيلة للحصول على هذه المعرفة عن نفسه، وهي الفَهم، الحكمة، القوة. في هذا الإتجاه، أكثر من أيّ إتجاه آخر، يكون هذا القانون نافذًا، “مَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ، وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ؛” لأنه بالصبر، والممارسة، واللجاجة غير المنقطعة فقط يمكن للإنسان أن يدخل من باب هيكل المعرفة The Temple Of Knowledge .
جيمس الان
James Allen