“الذهن هو القوه الكبرى” – مقال من كتاب “كما يفكر الإنسان… هكذا يكون” James Allen
سبتمبر 17, 2017“غبار الموت فى كل مكان” – مقال من كتاب “الموت فى المدينه” Francis Schaeffer
نوفمبر 7, 2018من النص السابق (متى 25: 41) يمكننا أن نلاحظ:
1- من هم البشر الذين سيسمعون هذه الدينونة ويجتازون فيها، أي الذين هم عن يساره، الجداء، الخطاة من فاعلي الإثم كما يذكر في متى 7: 23.
2- الحكم أو الدينونة نفسها: “اذهبوا عني”. الويل لكم، يقول الله، عندما أنصرف عنكم (هوشع 9: 12)؛ لكن سيكون هناك ويل وويلات كثيرة عندما يتم إبعاد الخطاة عن الله. جدير بالملاحظة أن العقوبة تردّ على الخطية وتسمّى باسم الخطية نفسها. فما هي الخطية إلا الابتعاد عن الله؟ وما هي دينونة الخطاة إلا الابتعاد عن الله؟ كما لو أن الله يقول لهم، لقد أحببتم الابتعاد والانفصال وأنتم أحياء؛ والآن، اذهبوا بعيداً عني! لن تحظوا بي ولا برفقتي؛ الآن لن أكون معكم ولا برفقتكم. إن صرخة الخطاة لله هي، ابعد عنا (أيوب 21: 14). لذلك، أبعدوا عني، ستكون هي صرخة الله للخطاة.
3- الحالة التي سيكون عليها الخطاة عندما يتلقون هذه الدينونة هي – “اللعنة”. فالله لن يبعدهم في سلام أو يباركهم قبل أن يذهبوا، ولكنهم سيبتعدون بعيداً بنقمة ولعنة تتبعهم. لقد أحبوا اللعنة، وسوف تأتيهم اللعنة. كل اللعنات المكتوبة في سفر الله سوف تستقر عليهم.
4- العذاب الذي سيجتازون فيه: “النار”. الحقيقة أنها نار أبدية، مشتعلة ومحفوظة بغضب الله.
5- الرفقة التي ستكون معهم. لن يكون معهم سوى “إبليس وملائكته”.
للتعليق على ذلك باختصار، كما لو أن الخطاة سيقولون لله في يوم الدينونة: “يا رب ارحمنا!” فيقول الله، “أرحمكم! كلا، لن أرحمكم. كان هناك وقت كان يمكن لكم أن تنالوا الرحمة بدون دينونة، لكن الآن ستنالون الدينونة دون رحمة. اذهبوا عني! اذهبوا عني!” فلو توسلوا وتضرعوا إلى الله عندئذ وقالوا، “يا رب، إن كان لابد لنا أن نذهب، دعنا نذهب من أمام عرش دينونتك لكن ليس من أمامك.” فيقول الرب، “كلا، اذهبوا عني، ابتعدوا عن حضوري الذي هو الفرح. ابتعدوا واذهبوا إلى الجحيم.” فيقولون، “يا رب، حيث أننا لابد أن نبتعد، باركنا قبل أن نذهب حتى تكون بركتك علينا.” فيقول الله، “كلا، اذهبوا ومعكم اللعنة؛ ابتعدوا، أيها الملاعين.” فيقولون، “يا رب، إذا كان لابد لنا أن نبتعد عنك، دعنا لا نذهب إلى مكان العذاب هذا، بل حدد لنا مكاناً، إن لم يكن موضع متعة، فعلى الأقل موضع راحة.” فيرد الرب، “كلا، اذهبوا إلى النار، إلى عذاب لهيب النار المحرقة.” فيقول الخطاة، “آه يا رب، إن كان لابد لنا من النار، فدعها فقط لفترة قصيرة؛ دع النيران تخمد سريعاً، أو بمجرد أن نخرج منها، لأنه من يستطيع أن يسكن في نار أبدية؟” “كلا، يقول الرب، لا أنتم ولا النيران سوف تنتهي؛ اذهبوا إلى النار الأبدية.” فيجيبون، “يا رب، دعنا إذاً نبقى فترة طويلة قبل أن نذهب إليها.” كلا، يقول الرب، اذهبوا في الحال؛ سيتم تنفيذ الحكم في الحال.” آه! دعنا على الأقل نحظى برفقة جيدة لكي يشفقوا علينا حتى لو لم يتمكنوا من مساعدتنا.” فيرد الرب، “كلا، لن يكون معكم إلا الشياطين المعذبة؛ أولئك الذين كنتم تطيعونهم عندما كانوا يغرونكم ستكونون معهم كمعذبين لكم.” يا للشقاء الذي جلبته الخطية على الإنسان! أن تأتي به لسماع هذا القصاص الرهيب!
سأقوم الآن بالتعامل بالتفصيل مع الدينونة السلبية والدينونة الإيجابية.
1- الدينونة السلبية. هذه العقوبة بالفقد لن تكون الأقل بلاء في جحيم الخاطيء. سوف يُحرم الخاطيء من كل خير، ولن يستمتع بيوم طيب أو بشيء جيد بعد ذلك. بمجرد أن يدان الإنسان، يمكنه أن يودّع كل خير (لوقا 16: 25). لكننا سنتابع ذلك بالتدريج، خطوة بخطوة.
أ – الخطاة المدانون سوف يُجردون من ملابسهم عرايا ويُحرمون من كل الأشياء الطيبة التي كانت لديهم في هذه الحياة. يُطلق على الأشرار “أهل الدنيا” (مزمور 17: 14)؛ فهم يستوفون خيراتهم وينالون عزاءهم في هذه الحياة (لوقا 6: 24؛ 16: 25). كثيرون منهم يبلون بلاء حسناً ويترفّهون في هذا العالم. فلديهم بيوت ضخمة، وموائد فخمة مسرفة، وكؤوسهم ملآنة، وأسرّتهم وثيرة، ولديهم متنزهات ممتعة، وحدائق غنّاء مليئة بالفواكه والزهور العطرة. إنهم يجلسون في العُلى، ولديهم عظمة ورفاهية هذا العالم. لكنهم عندما يأتون إلى الدينونة، لن يذهب معهم لا غناهم ولا كرامتهم ولا متعهم. كان الأشرار سيقنعون بالخير الذي لديهم لو استطاعوا أن يحصلوا عليه دائماً. لو استطاعوا، كما يقول الغني، أن يلبسوا البز والأرجوان ويأكلون أطيب الأطعمة إلى الأبد، كانوا سيقولون “طوبى للشعب الذي له كهذا” (مزمور 144: 15). لكن هذه السعادة الباطلة التافهة، بأمور مثل هذه، لابد لهم أن يتركوها إلى الأبد، ويودّعوها ويودّعوا خيرهم إلى الأبد. فعندما تحمل الشياطين نفسهم، لمن ستكون كل هذه الأشياء (لوقا 12: 20)؟ لن يكون لديهم أي شيء، لأنهم لابد أن يتركوا وراءهم كل شيء. لا يمكنهم أن يحملوا معهم نقطة ماء لكي تبرد ألسنتهم. قد يكون من الرحمة أن يحظى الإنسان بنصيب في هذا العالم، لكن أن يكون العالم هو نصيبه فهذا هو الشقاء. أن يكون للإنسان كل الأشياء الطيبة في هذه الحياة ولهذه الحياة فقط هذا شقاء بالفعل! فلن تلبس الحرير بعد الآن. لن تأكل الدسم وتشرب العذوبة بعد الآن.
اعتراض: القديسون أنفسهم لابد أن يتركوا هذه الأشياء أيضاً.
الإجابة: هذا صحيح، لكنهم سينالون أموراً أفضل بدلاً منها. الخاطيء غير التائب يذهب من كل خيراته إلى كل السوء، لكن القديس يذهب من كل السوء الذي عنده (والخير القليل) إلى كل الخير. فمن لا يرغب أن يترك كل المضايقات لأجل الذهب؟ أو يترك عالماً لأجل السماء؟ هذا ما يقوم به القديس، وهي، على ما أعتقد، مبادلة جيدة. لكن عندما يكون على الإنسان أن يترك كل جواهره، وكل أشيائه النفيسة، وخمره، وموسيقاه، ومتع أهل الدنيا، ولا يُترك له أي خير أو شيء طيب بعد ذلك، فما أتعس حاله!
ب – لابد للخطاة أن يتركوا ليس فقط هذه الأشياء بل أيضاً الفرح والمتعة واللذة التي أخذوها منها. فتلك الأشياء الطيبة التي سوف يُحرمون منها تمثّل بالنسبة لهم أعظم قيمة في استخدامهم لها وراحتهم بها. لم يفرح الرجل الغني في لوقا 12 بامتلاكه لكل المحاصيل والخيرات الكثيرة التي كانت لديه، بل فرح لأنه كان يتوقع منها الراحة والمرح. يقضي الأشرار أيامهم في مرح وطرب (أيوب 21: 12)، وهكذا يستمتعون بوقت طيب، كما يعتقدون. فهم يغنون طوال اليوم دون الشعور بالهم وينعشون أنفسهم بالقداسات وبأغاني مبهجة لإمتاع أنفسهم. فينشدون للفيول والكمان. ورغم أن مرحهم وفرحهم هذا هو بؤس في حد ذاته (لأنه ما هو البؤس الحقيقي غير الفرح الزائف؟) إلا أن هذا هو أفضل ما لديهم في هذا العالم.
لكن حتى هذا لابد لهم من تركه. إن طقطقة الأشواك هذه ستمضي، وسينتهي مرحهم بولولة، وفرحهم بغم، ونورهم بظلام. سيضيف إلى حزنهم في الجحيم أنهم كانوا سعداء جداً وهم على الأرض. وعندما يأتي عليهم هذا اليوم الشرير سيقولون أنه لا توجد متعة في تذكّر أيامهم القديمة. يبدو أن الغني كان مشمئزاً من التفكير في هذا، ولذلك قال له إبراهيم، “يا ابني اذكر” لكنها كانت ذكرى حزينة أن يتذكر الخيرات، حيث أنه قد فقدها وذهبت عنه إلى الأبد! عندها سيقولون مثلما قال “أدريان” Adrian ، آه يا نفسي المسكينة! لن تضحكي ولن تمرحي ولن تمزحي بعد الآن.
ج – لابد للخطاة أن يعانوا من فقد كل سلامهم. هذا صحيح، فالأشرار ليس لديهم سلام حقيقي ولا قوي هنا، لأنه لا سلام للأشرار، يقول الله (إشعياء 48: 22؛ 57: 21). لكن لديهم ذلك الذي يسمّونه سلام، والذي هو بالنسبة لهم بدل من السلام، وهو الأمن والجهالة، ضمير موسوم ومخدّر؛ وبسبب هذا يعتقدون أنهم في سلام. لكنهم عندما يأتون إلى الجحيم سيختلف كل شيء. الضمير الذي كان موسوماً كما بمكواة حارقة هنا سوف يشعر باللهيب هناك ويرتعب منه. أولئك الذين لم يلاقوا أية متاعب هنا سوف تلتهمهم الأهوال هناك. لا توجد ضمائر موسومة في الجحيم؛ بل كلها ستكون رقيقة وحساسة هناك. فالضمير سيستيقظ وينهض مثل أسد أو ينخر مثل دودة. لن تكون لديهم تلك الراحة القصيرة في إخفاء ألمهم كما اعتادوا أن يفعلوا هنا.
د – عندها لابد أن يفقد الخطاة آمالهم التي كانت لديهم في دخول السماء. ليس لدى الأشرار سبب في أن يأملوا في دخول السماء، ومع ذلك فإنهم سيرجون ذلك، على خلاف الرجاء، كما كان إبراهيم والأبرار يرجون على خلاف الرجاء عندما يكون لديهم وعد الله. إلا أن الأشرار لعدم تحملهم لتهديدات الله فإنهم سيبنون آمالهم عالية في مثل ارتفاع السماء رغم أنهم يبنونها على الرمل وبدون أساس. لكن سقوطهم سيكون عظيماً (متى 7: 22 – 27)، من آمال السماء إلى الجحيم. لكن رجاء شعب الله يحفظ قلبهم من الانكسار ولن يخزى أبداً، لكن رجاء الأشرار هذا سيكسر قلبهم في الجحيم، لأنه هناك سوف يخزى ويخيب. عندما يموت الإنسان الشرير، يهلك رجاؤه، ومنتظر الأثمة يبيد (أمثال 11: 7). فرجاؤهم سيكون مثل تسليم النفس (أيوب 11: 20). رجاء المنافق (أو الفاجر) يبيد ومتكله مثل بيت العنكبوت. سوف يستند إلى بيته ولكن بيته لن يثبت. سوف يتمسك به ولكنه لن يقوم (ايوب 8: 13 – 15). أين سيكون رجاء المنافق عندما يأخذ الله نفسه؟ هل سيسمع الله صراخه إذا جاء عليه ضيق؟ (أيوب 27: 8، 9). كلا، لن يسمعه.
هـ – لابد للخطاة أن يعانوا من فقد كل رفقة وصُحبة طيبة. لن يحظوا بعد ذلك برفقة رجل صالح واحد. في هذا العالم ينجح الأشرار بأفضل صورة لأن شعب الله في وسطهم. ورغم أنهم يحتقرونهم ويهزأون بهم، ويعتقدون أنهم لا يستحقون الحياة، إلا أن الله يؤكد لنا أن العالم ليس مستحقاً لهؤلاء الأبرار (عبرانيين 11: 38). فالحقيقة أنهم أكثر صلاحاً من أن يعيشوا في هذا العالم. ورغم أن الأشرار يحسبون حياة الأبرار والقديسين في هذا العالم حماقة وجنون، إلا أنهم عندما يأتيهم الموت سيشعرون بالسعادة من كل قلوبهم لو أن نفوسهم كانت في حالة طيبة مثلما تكون نفوس الأبرار بعد الموت. بلعام، ذلك الصعلوك الشرير، الذي أحب أجرة الإثم وعاش في الإثم طوال حياته، رغم ذلك تمنى أن يموت موت الأبرار، وأن تكون آخرته – في العبرية “حالته بعد الموت” – مثل آخرتهم (عدد 23: 10).
في ذلك الوقت سيكون الأشرار سعداء إذا أمسكوا بذيل رجل يهودي، أي شخص يهودي حقيقي في الخفاء، (رومية 2: 28، 29)، قائلين، “نذهب معكم لأننا سمعنا أن الله معكم” (زكريا 8: 23). لكنهم سيجدون هوة عظيمة مثبتة بينهما. فالسماء لن تحتمل أي من الأشرار، كما لن يحتمل الجحيم أي من الأبرار. “لا تقوم الأشرار في الدين ولا الخطاة في جماعة الأبرار” (مزمور1: 5). هنا في العالم قد يتزاحم الأشرار وسط الأبرار، لكن هناك سيكشفهم الله ويفصل بينهم وبين الأبرار. رغم أن الكثيرين من الخطاة الآن قد ينفصلون عن العالم لكي ينضموا إلى القديسين، إلا أنه عندئذ سيفصلهم الله عن القديسين ويلحقهم بالخطاة والشياطين. سوف يُحرمون من جماعة القديسين ويُسلمون إلي إبليس، جلاد غضب الله ونقمته، ولن تكون لهم رفقة إلا مع جماعة المدانين الملعونين.
و – لابد أن يكونوا بدون السماء التي رجوها؛ ليس فقط بدون آمالهم في السماء. لن تكن هناك خسارة لو أنهم تركوا آمالهم في امتلاك السماء، بل مكسب؛ لكن أن يتركوا كلاً من آمالهم والسماء نفسها معاً فتلك خسارة مزدوجة. مهما سيكون نصيب القديسين، لابد أن يذهبوا بدونه ولا يشاركون فيه بأقل درجة. ورغم أنه، كما يعتقد البعض، قد يُسمح للأشرار بأن ينظروا إلى السماء، كما رأى الغني لعازر في حضن إبراهيم، فسيكون ذلك فقط لزيادة عمق شقائهم بأن يروا ما حرموا أنفسهم منه بسبب خطيتهم.
أن يفقدوا السماء معناه أن يخسروا ملكوتاً ومجداً، أثمن وأعظم مجداً من كل ممالك هذا العالم، وأمجادها العديدة مجتمعة معاً. هذا معناه الافتراق عن الراحة، أو Sabbatism كما يُطلق عليها: السبت الذي لم يهتموا به أثناء حياتهم، والسبت أو الراحة Sabbatism التي لن يحظوا بها عندما يموتون. كان مجدهم في خزيهم في هذا العالم وفي العالم الآتي سيكون لديهم ما يكفي من الخزي والعار، لكن بدون مجد. إن تفكيرهم أنهم كانوا سعداء، رغم أن هذا كان في خيالهم فقط، وأن الآخرين الآن يشعرون بالسعادة الحقيقة إلى الأبد بينما هم أنفسهم محرومون من أي نصيب في أية سعادة – هذا التفكير سيوجعهم ويحز في قلوبهم كثيراً.
ن – لابد أن يعانوا من خسارة الله نفسه، الذي هو سماء السماء. كل الأشياء الجيدة هي مثل قطرة في محيط بالمقارنة بالله. “من لي في السماء” (مزمور 73: 25). كما لو أن بقية الأمور الأخرى كلها كلا شيء. لو أن قديساً ذهب إلى السماء في نفس هذا اليوم فإنه سيقول مثل أبشالوم: “لماذا جئت من جشور. خير لي لو كنت باقياً هناك. فالآن إني أرى وجه الملك” (2 صموئيل 14: 32). ستكون هذه هي مأساة المآسي بالنسبة للمدانين، أنهم لابد أن يفترقوا عن الله، الذي لا يوجد إلا في محضره الفرح والسعادة والمتعة إلى الأبد. لن يروا وجهه أبداً فيما بعد إلا عندما يرونه ساخطاً عليهم إلى الأبد. حزن المؤمنون كثيراً لأجل الكلمات التي قالها بولس، أنهم لن يروا وجهه أيضاً (أعمال 20: 38). وسوف يخز ويجرح قلب الخطاة للغاية أنهم لن يروا وجه الله مرة أخرى، لن يروا صلاحه ثانية، لن يروا صبره مرة أخرى، كما لن يروا رحمته بعد ذلك. عندما طُرد قايين، الذي هو مثال للأشرار، وحُرم من حضور الرب، صرخ بأن عقوبته أعظم من أن تُحتمل (تكوين 4: 13).
س – سيظلون غير قادرين على الإطلاق على الانتقال إلى حال أفضل. هذا ما يجعل السماء سماءً بحق، أنت تكون هكذا دائماً، وبالمثل ما يجعل الجحيم جحيماً حقاً هو أنه سيظل هكذا دائماً. في هذا العالم هناك باب للرجاء، يوم، عرض، وسائط للنعمة، مجال للتوبة، وسيط في السماء، إله صبور، وإمكانية للحصول على البركة. لكن بمجرد أن تقع الدينونة، يُغلق الباب، ويصبح القرع عليه بلا نفع ولا طائل. اليوم، والعروض، ووسائط النعمة تصل إلى نهايتها. لن يوجد مكان للتوبة. أناة الله وصبره لن يحتملا أكثر من ذلك. كما ستنتهي وساطة المسيح يسوع. لن تكون هناك إمكانية للإنسان بأن يصلح من حالته. يجب أن نسمع كلمات الحكيم: “كل ما تجده يدك لتفعله فافعله بقوتك لأنه ليس من عمل (لا تحقيق للخلاص) … في الهاوية التي أنت ذاهب إليها” (جامعة 9: 10). فكر في ذلك أيها الخاطيء المسكين، فكر في ذلك في الوقت المناسب قبل أن يفوت الأوان؛ لأنك إذا متّ في خطيتك، رغم أن عينيك ستذرف الدمع بكاءً في الجحيم، لن يجديك ذلك نفعاً. فالله لن يلتفت إليك ولن يسمع صراخك، ولكنه سيضحك عند بليتك ويشمت عند مجيء خوفك وعذابك (أمثال 1: 25، 26).